نشرة الصين بعيون عربية ـ
(افتتاحية العدد 47)
محمود ريا:
يواجه الاقتصاد الصيني العديد من التحديات، سواء لجهة فائض الانتاج أو تحقيق استقرار اليوان أو مستوى الضرائب المرتفع على الشركات، أو غيرها من المشاكل، ما يؤثر على مستوى النمو ويضغط عليه.
وكأن كل هذا لا يكفي، ليأتي انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة فيزيد من الضغوط، في ظل التصريحات التي أدلى بها سيد واشنطن الجديد، والتي استهدف بها الصين بالتحديد، مندداً بسياساتها الاقتصادية، ومتعهداً باتخاذ إجراءات جذرية ستؤثر على الاقتصاد الصيني بالتأكيد.
هكذا تواجه الصين العام 2017، وهذه المواضيع كانت المواد الرئيسية في مؤتمر العمل المركزي السنوي الذي عُقد في بكين بين الرابع عشر والثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وهو مؤتمر دوري يبحث في ما تحقق من الخطط خلال السنة التي مرّت ويطرح الخطط الجديدة للعام المقبل.
لقد كان المؤتمر فرصة لعرض المشاكل والبحث عن حلول لها، في جو علمي، وبحضور كبار المسؤولين في الدولة، ما يؤكد على الأهمية التي تعطيها القيادة الصينية للمقررات الصادرة عن هذا المؤتمر.
إلا أن كل هذا المشاكل والتحديات لم تخفِ حقيقة ان الاقتصاد الصيني يسير في طريقه الصحيح نحو تثبيت النمو والسير به في الطريق المرسوم.
فالمعلومات التي عُرضت خلال المؤتمر تؤكد أن الصين حققت نمواً مضطرداً هذا العام، وارتفع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.7 بالمئة على أساس سنوي خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، ووضعت هدف النمو للعام الجاري ما بين 6.5 و7 بالمئة.
هذه الأرقام الإيجابية تفيد أن الاقتصاد الصيني يتقدم نحو الأفضل، وأن المشاكل الموجودة تسير على طريق الحل، ما يفتح آفاق تفاؤل واسعة للعام التالي.
يبقى أن كل هذا الاهتمام بالاقتصاد من قبل القيادة الصينية هدفه الإنسان، وهذا ما أكده الرئيس شي جين بينغ في خلال الاجتماع ال14 للمجموعة القيادية المركزية للشؤون المالية والاقتصادية إذ قال إن "الهدف الأساس للحفاظ على سرعة النمو وتعزيز التنمية الاقتصادية هو السعي لتقديم حلول أفضل للمشكلات البارزة التي تشغل بال الشعب".